إقتراح و دعوة لجميع المدونين
حملة إسمها
ع الأصل دوّر
هي عبارة عن إن كل مدوّن يكتب بوست عن الحي إللي عاش و إتربى فيه وهو صغير
ويحكي لنا عن الشوارع و الناس و حكايات الحي ده
ومن منطلق إبدأ بنفسك
أنا بأفتح الباب
الظاهر
حي البهوات و الأفندية قبل الثورة
وحي الأفندية و كبار العمّال بعد الثورة
وحي أي حد بعد الإنفتاح
إسم حي الظاهر نسبة للظاهر بيبرس ، لأن في الحي ده موجود جامع الظاهر بيبرس ، وإللي إحنا – أبناء الحي – بنقول عليه مدبح الإنجليز ، وده لأن زمان أيام الإحتلال الإنجليزي لمصر ، كانت القوات المحتلة قفلت الجامع و حولته لمدبح عجول و مواشي و خرفان ، و فضلوا يستخدموه بالشكل ده سنين طويله ، لكن أهالي الحي إستمروا يقيموا شعائر الصلوات حوالية بالعند فيهم ، ولما غاروا في ستين داهية رجع الجامع تاني يستخدم للصلاة و العبادة ، لكن فضلنا إحنا أبناء الحي نقول على ميدان الظاهر والموجود في وسطة الجامع ، ميدان مدبح الإنجليز .
شوارع الحي ده غريبة قوي في أسمائها ، لأن كل الشوارع في كل حته في مصر بتكون بأسماء أشخاص مكونة من أسمين أو ثلاثة وساعات صفاتهم كمان ، زي مثلا شارع البطل أحمد عبد العزيز ، أو شارع عبد المنعم رياض ، إنما في حي الظاهر ، أسماء الشوارع أغلبها من أسم واحد ، زي مثلا شارع حمدي أو شارع زكي أو شارع جعفر أو شارع زهني ، وحتى الميادين ، زي ميدان فخري مثلا ، وحتى الشوارع الكبيرة الرئيسية ، زي شارع الظاهر وشارع الجيش ، ونادر لما يكون فيه شارع من إسمين زي مثلا شارع أحمد سعيد ، أو شارع قنطرة غمرة .
كمان في الظاهر معابد يهودية وأنقاض معابد يهودية كتير ، وفيها كمان المدرسة الإسرائيلي ، وإللي حاليا هي المدرسة الثانوية الفنية ، وده لأن الطائفة اليهودية في مصر كانت متمركزة في منطقة الظاهر بشكل أساسي .
القهاوي في الظاهر مشهورة بحاجتين مهمين جدا ، القرفة بالحليب ، والشاي بالحليب ، وكفاية نفتكر أغنية محمد فؤاد " يعني إيه كلمة وطن " لما بيقول فيها ،، شاي بالحليب على قهوة في الظاهر هناك ، نسمة عصاري السيدة ودير الملاك ،، وطبعا لازم نقول إن الظاهر مليان قهاوي لدرجة إن بين كل قهوة و قهوة فيه قهوتين وقهوة لسه حاتتفتح ، بس كل القهاوي القديمة محتفظة بالترابيزات الرخام القديمة ، إنما الجديد بقى ، متبني نمط الكوفي شوب .
في الظاهر كمان شارعين تجاريين كبار جدا هما شارع بورسعيد وشارع الفجالة ، وطبعا مش محتاجين نقول أد إيه هما شوارع تجارية مهمة في القاهرة ، وعندنا كمان شارع الجيش ، وده شارع بجد كأنك جوة كتاب تاريخ لما تمشي فيه ، عمارات كلها قديمة ، مشربيات و بلاكونات على الطراز الإنجليزي و الفرنسي ، بس طبعا يعلوها التراب و الإهمال كالعادة .
ندخل بقى على قصر السكاكيني ، أجمل تحفة معمارية في الحي ده ، ويمكن من أجمل التحف المعمارية في مصر ، قصر مبني وسط ميدان تتفرع منه ثمانية شوارع ، وكأن القصر قرص الشمس و الشوارع هي أشعتها ، تماثيل و منحوتات وزجاج معشق و فسيفساء و قول زي ما تقول في أنواع الفن الموجودة في القصر ده ، السور الحديد بتاع القصر بس ، يعتبر تحفة فنية ، بجد من أجمل التحف الفنية المهملة طبعا في مصرنا الحديثة .
نيجي بقى لآخر حاجة و أجمل حاجة في الظاهر ، وهي الناس ، تقريبا كل أهل الظاهر القدام يعرفوا بعض ، وصعب جدا إثنين من جيل واحد يكونوا مايعرفوش بعض ولو حتى بالشبه ، الغريب إن أهالي الحي ده بيعتبروا الظاهر ده وطن ، يعني تلاقي واحد يقول للثاني ، إنت من الظاهر ؟ والثاني يرد يقول له آه ، فورا يبقوا أكثر من الأخوات ، وتبدأ بينهم مودة جامدة بسرعة البرق ، ناس الظاهر كمان عندهم سوق شارع حمدي ، وهو سوق خضار و فاكهة ، أجمل و أغلى من سوق التوفيقية ، وبيفتخروا بيه جدا ، بس بينهم و بين بعض ، ولفترة طويلة كانوا بيعتبرو السوق ده هو سرّهم المقدس ، إللي مايصحش إن أي حد من بره الحي يطلع عليه ، ومن هناك ممكن تاكلوا فواكه ، أجمل من أي مكان تاني في مصر ، كمان أغلب أبناء الظاهر حاتلاقيهم متخرجين من مدارس راهبات أو رهبان ، زي المارونية و الكولاج دي لاسال و البطريكية و السيكريكير و سان فان سان دي بول ، وده مالوش دعوة بالحالة المادية ، لأن المدارس دي زمان كانت مش غالية لكن بتشترط التفوق و الأخلاق ، إنما دلوقت الوضع طبعا مختلف .
علشان كل إللي فات ده ، أنا حتى هذة اللحظة لما بأدخل حي الظاهر ، بأحس بدفء و أمان أكتر من أي مكان تاني ، ورغم كل التغيير الكبير إللي حصل هناك ، إلا إني دايما بأشتاق للحي ده ، وللشوارع إللي لعبت فيها وأنا صغير ، وعملت فيها مصايب طفولة مالهاش عدد .
وبجد إللي عايز يشوف الوحدة الوطنية بين المسلمين و الأقباط و بصورة واضحة جدا ، يجي يزور حي الظاهر ، حايلاقي هناك مصر بتاعت زمان .