Pages

الميدان جنبك قريب



إرفع جبينك فوق و علّي

و إحتمي بحلمك و خللي

راسك المرفوعة تنزل

بس لو ساجد تصلّي

أوعى يوم تنسى الشهيد

أو تشوف حلمك بعيد

أوعى يوم يا ولدي تفصٍل

السلام عن الحديد

شيل طموحك وأجري ضفّر

حبل م الأحلام و كفّر

عن سكوتنا ياولدي و إعمٍل

مهرجان و أرقص و صفّر

نُط من سجنك و طير

وإكتشف سموات كتير

هات خيوط الحق و إغزل

توب لبلدك من حرير

جيلنا قام بالثورة ليك

لجل ما تفتّح عنيك

تلقى شمس الدنيا تعدل

في إللي مايل و تناديك

خللي أخوك جارك حبيب

وأوعى تسمح للغريب

يوم مابينكم ييجي يعزٍل

والميدان جنبك قريب

الصندوق


جلس على الكرسي الهزاز الوثير ملقياً رأسه ذو الشعر المصبوغ بعناية بسواد لامع إلى الوراء ، مصدرا تنهيدة طويلة ، ترقرقت داخل عينية دمعة صغيرة قبل أن تطبق أجفانه عليها لتحبسها داخل مقلتيه ، كان يتذكر سنوات عمرة الكثيرة ، مرحلة بعد أخرى ، منذ طفولته الغير سعيدة ، طفلا في قرية صغيرة هناك ، عند حدود مقاطعته القديمة ، إلى أن وصل إلى هنا ، في قلب العاصمة ، حاكما لوطنه لعقود متتالية ، تلك السنوات التي تحمل معها الكثير من الأحداث ، آلاف المواجع و آلاف الأفراح ، وملايين الفرص الضائعة ، هو يعرف أن الكثير من بني جلدته يعتبرونه طاغية و ديكتاتور و عميل ، فقط هو لا يعرف لما ، وعلى الرغم من أنه يعتبر نفسه ديمقراطيا جدا ، مازال داخلة شيء ما يصدقهم ، ولكي يقطع الشك باليقين كان لابد أن يصدر أوامره قبل قليل ، وهو إعادة الصندوق إلى القصر الرئاسي ليرى ما بداخله بنفسه .

تذكّر نفسه متألما عندما تولى ، أو بالأحرى ولّيِ منصب الرئيس ، كان يطمح إلى بناء مجتمع مغاير لما كان سائد وقتها ، صحيح أنه لم يكن يمتلك الكاريزما المناسبة ، ولا الرؤية الفكرية الواضحة ، إلا أنه كان يفكّر دائما في شيء مختلف يحدث في عهده ، فمَن قبله كانت دائما نقاط إرتكاز زعامتهم ترتكز على الحروب ، سواء كانت سياسية أو عسكرية ، أما الآن فلم تعد تلك النقاط صالحة للإرتكاز ، فلا البلاد يمكنها أن تحارب بعد أن كُبّلت بأغلال الإتفاقيات و المحاذير الدولية ، ولا هو الشخص القادر على تحمل فاتورة كسر تلك الأغلال ، صحيح أنه الآن الرئيس ، لكنه يعلم أنه لا يمتلك عقلية زعيم ، فقط هو يمتلك عقلية موظف ، يمكنه أن ينجز المهام في سرعة و بكفائة ، لكنه لا يمكنه أن يحلم ، أو يفرض حلمة على المستقبل ، كما فعل من سبقوه إلى هذا الكرسي ، وبعد تفكير ، قرر أن يجرّب العدل ، نعم ، أن يكون مشروعة في بداية رئاسته إستعادة العدل بين الناس ، وإرجاع الثقة بين الشعب و الحكومة ، وعليه ، فقد قرر وقتها أن يصنع صندوقا كبيرا ، يوضع في وسط أكبر ميادين العاصمة ، يكون مخصص لتلقّي شكاوى المواطنين ، ويكون هو وحده من يمتلك مفاتيحه ، يُنقل إليه ، أو ينتقل هو عنده ، فيفتحه ، ويقرأ مباشرة كلمات الناس العاديين المسطورة على الورق ، فيعرف أوجاع الناس ، وترشده مظالمهم ، إلى جوانب الضعف في حكمه ، كانت الفكرة أخّاذة ، ووجد وقتها من يشجعه على تنفيذها ، بل و يروّج لها ، وبالفعل آتت الفكرة أُكُلها ، وبدأت الناس تتفاعل مع الوضع الجديد ، بضع مئات ألقوا بشكواهم في البداية ، وبدأ هو بالقراءة ، والإسراع إلى الحل ، الشيء الذي أسعد الناس و شجّع آلاف المواطنين على كتابة المزيد من الشكاوى ، عدة أشهر ، لم يكن ورائه سوى فتح الصندوق الفولاذي كل يوم ، و قراءة ما به من خطابات ، أغلبها سازج و الكثير منها خطير ، والقليل منها كيدي و منافق ، مع الوقت إكتسب خبرة في أن يُصنّف الخطابات ، ويعرف منها ما يستحق عناء المتابعة و ما لا يستحق حتى النظر إليه ، صار حبيبا للشعب في تلك الفترة ، وأصبح الصندوق هو قناة الإتصال الكبيرة بينه و بين الناس ، كل الناس ، حتى أن العاملين الصغار في ديوان رئاسته عندما قرروا أن يتقدموا له بشكوى عن سوء معاملة أحد أكبر موظفيه تقدموا بها عن طريق الصندوق ، وسارع هو في حلها طبعا ، وإستمر هذا الوضع يوما بعد يوم وشهرا يعد آخر ، حتى كانت أولى زياراته إلى الخارج كرئيس ، رحلة غياب قد تطول أسبوعين أو ثلاثة ، سيزور فيها أكثر من دولة ، لم يعرف كيف سيتصرّف ، ومن سيقرأ شكاوى الناس ، ويسعى لحلها ، فما كان منه إلا أن أمر مساعدة أن يتولّى هو تلك المهمة ، وسلّمه المفتاح الوحيد للصندوق ، بعدها عندما عاد ، سأله عن الصندوق و الشكاوى ، وكانت المرة الأخيرة التي يتذكّر فيها الصندوق و الشكاوى و الناس ، مرّت بعدها سنوات و سنوات لم يلتفت إلى الصندوق ولم يُلفت الأمر إهتمامة ، حتى عندما تم نقل الصندوق من قلب الميدان الكبير إلى إحدى زوايا الميدان المهجورة ، حيث وضع مكانه تمثالا كبيرا له وهو يلوّح بيديه إلى الجماهير ، لم يعرف أو يهتم أن يعرف مصير الصندوق و شكاواه ، وإنقلب الوضع مع الوقت ، فأصبح من يبعث بشكواة عبر الصندوق ، يُستدعى لجهات تحقيق ، وتطوّر الأمر إلى أن يتم إستدعاء أصحاب الشكاوى إلى جهات أمنية ، و أخيرا أصبح تقديم شكوى عبر هذا الصندوق معناه الإختفاء التام في اليوم التالي و إلى الأبد ، الأمر الذي دعى المواطنين إلى العزوف عن إرسال شكواهم ، وبدأوا في إرسال أشياء اخرى بدلا منها .

في هذة الأثناء كان هو لا يسمع سوى أصوات من حوله من المنتفعين ، الذين دفعوه للتخلّي عن بطانته القديمة ، و أفكارة القديمة ، عن العدل ، والحق ، والوطن ، وأقنعوه أنه يحكم شعبا من الرعاع و الجياع و السوقه ، وأن هذا الشعب لا يمكن أن يفهم أو يفقه مسؤوليات الحرية ، و واجبات الحياة الديمقراطية ، أقنعوه أنه يجب أن يفكر بدلا من الشعب ، ويقرر بدلا من الشعب ، خاصة بعد أن أدخلوا في رأسه الكبير ، أن ما يفعله هو أبدع ما يمكن ، وأروع ما هو مستطاع ، وأن الناس ناكرة الجميل لا يرون فيه الخير لأنهم طامعون و شحاذون و جهله ، وأغرقوه في عبارات التفخيم و التبجيل و التعظيم ، هو و أسرته ، مما أقنعهم بأن ما تسمعه آذانهم مٍمَن حولهم هو حقيقة مطلقة ، فبدأوا سنوات من الصلف و الطغيان ، حتى وصل إلى الآن ، والآن هو يريد أن يعرف ، هل هو فعلا متجبرا و ديكتاتورا ، هل لديه الحكمة المطلقة كما يقول له كل من حوله في قصره و مجلس حكمه ؟ أم أنها خدعته الكبيرة التي خدع بها نفسه ، ليعوّض سنوات طويله من عمره قبل أن يصبح حاكما عاشها ، هامشيا داجنا يخدم مصالح من هم فوقه و لايملك لونا او طعما أو رائحة ، تقازفته الأسئلة ، وعانقته الحيرة عناق الشجار ، فلم يجد أمامة سوى الصندوق ، طلب إحضاره فورا ليقطع الشك باليقين ، فهو لم يتلقى عنه أي خبر منذ عقود ، وفي الحقيقة هو لم يهتم حتى بأن يطلب خبرا عنه ، يشعر الآن أنه ربما لم يكن ناسيا أبدا طوال هذة السنوات ، فقط كان يتناسى حتى لا تواجهه حقيقة مرّة ، هي انه باع قضية العدل مقابل مكاسب السلطة ، وها هو الآن تحت وطأة الضغط الشعبي ، وصياح الناس ، لم يجد أمامه بد من الإقدام على تلك الخطوة الحاسمة ، سأل نفسه بدهشه هل كان يخدع نفسه عندما ظن أنه يحكم شعبا سعيدا مستقرا ، هل للناس قدره على خداعه إلى هذة الدرجة ، أم تراه هو الذي كان يخدع نفسه ، ولكن كيف هذا ، وكل الأغاني له ، وكل المنشآت بإسمه و كل المشروعات بتوجيهاته و كل الإنجازات تحت إشرافه ، إذا فلماذا لا يكون الشعب سعيد ؟ ، لكنه بعد أن خرج الناس إلى الشارع يطالبون بسقوطه منذ ايام ، أهتزت داخله تلك القناعة ، وإنبطحت تاركة صورة قاتمة أمام عينه ، معربة عن غضب شعبي لم يكن يتصورة ، وأصبح يراه ، ويخشاه ، فصرخ في طلب الدليل

الصندوق ، الصندوق ، أخضروا الصندوق ، فورا و حالا

وها هو الآن مستقر أمامه كالذبيح فوق عشب حديقة منزلة الأخضر ، لم تستطع الزهور فيها أن تخفي بعبيرها الآخّاذ عبق ما بالصندوق من رائحة عفنه ، تدل على أن جدرانه أصبحت مستقرا لزخات البول الشعبي لسنوات ، أهّلها له موقع الصندوق المنزوي في طرف الميدان الكبير ، وعلى صفائحه الفولاذية نُقشت مئات العبارات ، أغلبها يهجوه ، وقليل منها يهجو زوجته و أولاده ، عبارات من نوعية تلك العبارات التي يهتف بها الناس اليوم ، وهم يطالبونه بالرحيل ، صرخ في طلب المفتاح ، كي يرى ما بداخل الصندوق من أوراق ، وعندما استقر في يده و مدّها ليعالج القفل القديم ، عادت به الذكريات إلى زمان ، كانت الناس تهتف له و بإسمه ، و كانوا يهتفون أيضا للصندوق ، ومع آخر دوره للمفتاح ، شعر أن الحقيقة اصبحت بين يديه ، وأنه سيعرف السر الذي دفع من أحبوه يوما ما ، إلى أن يكرهوه الآن ، و أن يحرموه شرف محبة الناس ، مد يده المرتعشة ليفتح غطاء الصندوق المعدني الكبير ، ساعده بعد الحاضرين بالطبع ، الرائحة عفنه ، لكن الرائحة في هذة اللحظة لا تعنيه ، هو يريد أن يرى ما بداخل الصندوق من أوراق و شكاوى ، أن يقرأها كلها علّها تنير له ما يعتريه من ظُلمة ، وبالفعل كان الصندوق مليء بالأوراق ، و لكنها ليست الشكاوى التي إنتظر أن يراها داخل صندوقه القديم ، ليست تلك الصفحات البيضاء التي كانوا الناس يخطّون عليها أوجاعهم في إنتظار شفائها على يديه ، بل هي قصاصات فارغة ، وأخرى مليئة بحبر غائم رطب ، قصاصات تافهة لا معنى لها ولا دليل ، ألقاها آلاف على مدار السنين ليتخلصوا منها ، ولكي يتخلصوا منها ، قرروا إرسالها له مستهزئين ، وليست هي فقط ، هناك أيضا بقايا مأكولات ، وجرائد ، ولفافات مناديل ورقية قذرة ، وعبوات مياة غازية فارغة ، و قصاصات أقمشة متسخة ، ونمل و فئران و ديدان و عوالق ، بإختصار وجد في الصندوق قمامة ، قمامة بكامل هيئتها المتعارف عليها شعبيا ، إستدار ، ومشى حتى السلم الرخامي ، وهو يصعد درجاته مطئطئا رأسه ، ومع كل درجة يصعدها ، يشعر بسقوطة المدوّي ، نظر نظرة أخيرة على إنجازاته التي يراها في الصندوق ، ودارة عجلة السؤال مره أخرى في عقله ، وظل السؤال عالقا في ذهنه وهو يوقّع بيان تنحيه عن السلطة ، لماذا كان الشعب يراسله بالورود ، والآن يراسله بالنفايات و القازورات و القمامة ؟ على الرغم من أنه هو نفس الشخص ، والصندوق هو ذات الصندوق ؟

في الميدان



في الميدان أبو قلب ثاير

كنت قاعد جنب منّك

آخر جمعة من يناير

كتفي شايل بكره عنّك

كنت أنا و إنتي و بلادي

و إسماعيل و أحمد و شادي

وسارة و أميرة و صليب

كلّهم راميين دموعهم ع الورق

قلبهم مليان قلق

حاسّين بأنه يوم غريب

يوم مصير

يوم مفترق

بس يومها خلاص ماعاد ينفع رجوع

ولاعاد خنوع

ولا عاد خضوع

ولاعاد كلام

بيسدّ جوع حس إتخنق

فاكرة يومها هتفنا قولنا كام هتاف؟

كان هتافنا بالمئات

بالآلاف

كان هتافنا صوت رهيب

زلزل الأرض إللي كانت

فجرها أصفر كئيب

وإللي كان نورها إتحرق

حبة’ عرق

غرقوا جبيني إللي ياما

ذُل شاف

فقر شاف

ظلم شاف

بس عمره ف يوم ما باع

أو حتى خاف

لمّا فجأة الضرب طوّح

و الأمان ساب الميدان

وطار و روّح

كنت أنا و إنتي و عمر

بنجري ندفع للرصاص

عربون أمل

فاكرة يومها شيلنا مين

متعوّرين

شيلنا سارة

و إسماعيل

و شادي و أميرة و نبيل

ومات صليب

ومينا و أحمد وإبراهيم

وميت حبيب

و قلوبنا و عيوننا إتملت

دموع قنايل

ودموع بتبكي ع السنابل

عإللي ماتوا م البارود

أو م الحريق

يومها شلّة من الجنود

سدّوا الطريق

وماهمّهمش إن الهتاف

أبيض بريء

شدّوا من إيدي العلم

و الكتاب

والقلم

طوّحوا شنطة إيديكي ع الرصيف

صرختك كانت رقيقة

بس صوتها كان مخيف

أصله صوت حق و حقيقة

مش فساد كذّاب و زيف

يومها كسّرنا الحواجز

و القيود

شيلنا كل الممنوعات

و السلاسل

والجنود

طارت الأحلام لفوق

من غير مصادرة

أو مطاردة

أو حدود


















حكومة الأونطجية

والله بلدنا دي ليها العجب

يعني قامت فيها ثورة فجأة و بدون سابق إنذار

وخلعت واحد من أقدم الطغاه في العالم

و مع ذلك سايبه حكومته قاعدة تحكم

و كأن شيء لم يكن

وبعدين رئيس حكومة سابق خرب الدنيا

وجاب عاليها واطيها و ماحدّش حاسبه

ولا حتى حد شكله ناوي يحاسبه

و جيش بيحكم بإسم الشعب

ورغم كده مأجل أغلب مطالب الشعب ده

هو فيه إيه بالظيط

كل واحد يطلع لنا من أي بلاعة يعمل فيها عاقل

ويقعد يحط في وداننا طين من نوعية

أعطاء الفرص و التمهل و التعقل

ماترحمونا بقى من النغمة دي

البلد دي بتاعتنا و إحنا عارفين مصلحتها فين

لأن مصلحتها هي مصلحتنا

وإللي على الكراسي سواء كانوا

رؤساء

أو

وزراء

أو مجلس عسكري

أو أي حد

المفروض ينفذوا مطالب الشعب

الشعب و بس

الغريب إن فينا ناس لسه بيضّحك عليها

وبياكلوا من مهرجانات الطبطبة و النق الرخيص

عاملين إحتفال للشهداء

من الشعب و الشرطة

وكأن إللي خرج من بيته يهتف علشان الحرية

زي إللي خرج يضرب قنابل و رصاص علشان يحمي الحرامية

و كأن إللي مات و إيده فاضية أو فيها طوبة أو خشبة

زي إللي كان ماسك رشاش و طبنجة و قنابل مسيلة للدموع

و كأن إللي كان بيجري على رجليه في الشارع علشان يحمي نفسه

زي إللي كان راكب عربية مصفحة مليانه خروم مفتوحة للإغتيال و الموت

و كأن إللي مات وهو بيهتف شهيد

وإللي مات و هو بيقتل برضو شهيد

يا سلااااااااااااااااام

و بعدين الحكومة الغريبة إللي موجودة دي

أحمد شفيق رئيس الحكومة كل ما يطلع علينا

مابنسمعش منه أي حقايق

كل إللي بناخده وعود

لأ و عايز يضحك علينا

م أحنا شعب طيب

قلع البدلة و لبس قميص و بلوفر

و بيتكلم بتواضع و بتاع

وبيقول للصحفيين يا فندم

و كل ما حد يحاول يسأله عن تاريخ أو رقم محدد

يلف و يدور و ماناخدش منه عقاد نافع

دا رئيس وزارة مش عارف عدد المعتقلين السياسيين كام

ولا عارف همّا في أنهي سجن

ولا عارف كمية المطالب الفئوية للشعب

ولا عارف عدد المعتصمين

ولا عارف يلاقي حتى وزراء يرضوا يشتغلوا معاه

بس الحكومة دي إللي مش عارفة حاجة خالص

عرفت من تاني يوم للتنحي إن قطاع البترول خسر كام مليار

بسبب المظاهرات

و إن قطاع البنوك خسر له كام مليار هو كمان

بسبب المظاهرات

و إن قطاع السياحة طبعا هو كمان خسر مليارات لا تعد ولا تحصى

بسبب المظاهرات

و المتظاهرين الوحشين إللي معطلين عجلة الإنتاج

و إن يا حرام

الحكومة بتحاول تعمل كل ما في وسعها

علشان تصلّح إللي المتظاهرين بيبوّظوه

نفس النغمة القديمة بتاعت مبارك و أعوانه

إننا شعب جاهل و مش عارف مصلحته

وهما كتّر خيرهم إنهم مستحملنّا

طيب يا كذّابين

عرفتوا إزاي تحصروا الخساير دي كلها

إللي محتاجة قوايم تدفق نقدي

و بيانات إحصاء

و حسابات تحليلية

وتقارير تقييم

و تقارير حصر خسائر

وتقارير أمن

وتقارير متابعة حركة بورصات العالم

و في نفس الوقت مش عارفين تحصروا عدد المعتقلين

في معتقلات إنتم بتشرفوا عليها

و مش محتاجة منكم أي جهد

مافيش أي حاجة تثبت بيانات الخساير الكاذبة

ولا حاجة تأكد إنكم ماتعرفوش عدد المعتقلين و أماكنهم

الموضوع ببساطة إنكم بتلعبوا علينا لعبة مكشوفة

و سازجة و هبله

لأنكم ماتعرفوش تعملوا غير كدة

ولا إتعلمتوا عمركم غير كده

كلكم بتخونوا الثورة إللي قامت علشان تنتزعكم من كراسيكم

إنتم و إلاهكم الأعظم

إللي لسه بتبعتوا له تقارير عن بلدنا و شعبنا

و بتضللوا الجيش بإجراءات وهمية علشان في الآخر

يبقى الجيش في وش الشعب

وتخرب خالص

لكن ده بعدكم

وبعده هو كمان

مصر ليها لسان و إيد

ورجل لو لزم الأمر

وعندنا إستعداد نقدّم شهداء لحد ما نخلص

شهداء بجد

مش زي شهداء الشرطة

لا مصر حاترجع تاني لعصر القهر

ولا إنتم ليكم مكان في الأيام الجاية

يا حكومة الأونطجية