Pages

ولا كان في بالها

ولا كان في بالها
وهي نازلة في اي يوم
إن إيد ممكن تشيل
عن جسمها ستر الهدوم
ولا كان في بالها إنها
ممكن تشوف خرزان و شوم
ولا كان في بالها تحذيرات
أو عساكر ببيادات
كأنهم غربان و بوم
ولا هي راحت ترمي طوب
ولا غاوية عافية أو حروب
ولا عارفة حتى غير يادووب

إن مصر بأهلها
وبجلالة قدرها
لازم تقوم


عيني عينك


يسأل الجميع هذة الأيام نفس السؤال السحري ، لماذا يصر المجلس العسكري على إجراء إنتخابات في ظل ظروف لا تسمح بإجراء إنتخابات مطلقا ؟ والحقيقة تتعدى هذا السؤال تماما ، فالإجابه على هذا السؤال لا تكون دون الإجابه على مجموعة أسأله أخرى ، منها مثلا ، لماذا يصر المجلس على وجود حكومة الجنزوري ؟ ولماذا يصر على وجود مجلس إستشاري ؟ والأمر على المستوى السياسي يذكرني بقصة حدثت في أوائل الثمانينات في منطقة الميناء بمدينة بورسعيد ، حيث كان أحد المفتشيين في الجمرك يعرف شخصية أحد المهربين ، وكان المهرب يمر من الدائرة الجمركية مرتين في الأسبوع ، ويقوم المفتش بتفتيشه تفتيش دقيق جدا هو و سيارته ، وفي النهاية لا يجد شيء مخالفا ، وبعد سنوات و خروج المفتش على المعاش سأل المهرب عن الأشياء التي كان يهربها في سيارته ، ففاجأه أنه كان يهرب السيارات نفسها .
هكذا تماما يتعامل المجلس العسكري مع الشعب ، إنه يدفع الناس للنقاش حول نتائج الأنتخابات ، على الرغم من أن تلك النتائج لا تهمه أبدا ، فالهم الحقيقي له هو إجراء الأنتخابات نفسها ووجود مجلسا للشعب ، ذاك المجلس الذي أيّا كان تكوينه سيسحب الشرعية من ميدان التحرير ، فبوجوده يصبح المجلس ممثلا عن الشعب وبالتالي يتحول ميدان التحرير من ممثل للشعب إلى ممثل مغمور ، بالطبع يفضل المجلس العسكري أن يكون مجلس الشعب مكوّن من الإسلاميين في أغلبه ، وذلك ليس تدينا من المجلس العسكري ، ولكن لأن الاسلاميين بطبيعتهم سواء كانوا إخوان مسلمين أو سلفيين هم أسهل في عقد صفقات سياسية ، وقبول الفتات نظير وجودهم تحت القبه ، بينما دعاة المجتمع المدني و الليبراليين أو اليساريين ، هم أصعب في قبول التنازلات أمام العسكر ، وعليه فالمجلس العسكري يخطط من هذا أن يكون المشهد السياسي بعد الإنتخابات كالتالي ، مجلس شعب يدّعي تمثيله الشعب المصري تتحكم فيه أغلبيه إسلامية لديها خضوع و إنبطاح سياسي ، وحكومة إنقاذ وطني لها صلاحيات شكلية ولكنها تفي بالغرض السياسي أمام الناس ، خاصة مع قيامها بمجموعة إصلاحات بسيطة مباشرة و لكنها غير جذرية ، ومجلس إستشاري يتحمل أمام الرأي العام أي قرار خاطيء يتخذه المجلس العسكري ، وبالتالي يكون قد تم تفريغ الثورة من محتواها تماما و تم سحب أي شرعية لميدان التحرير أو أي إعتصامات أخرى
الشوكة الباقية في حلق المجلس العسكري بعد كل هذا الترتيب هم الشهداء ، وهو الأمر الي يجعل المجلس العسكري يُصر على إختزال قضيتهم في مجموعة مساعدات ، أي أن تختزل في مبالغ نقدية تسلم لعائلاتهم و ينتهي الأمر ، وعليه فنحن الثوّار الغير منتميين لكل تلك المنظومة المرتّبه من المجلس العسكري لابد أن نتمسك بتلك القضية و نعمل على عدم إختزالها في تعويضات مادية فقط ، فالدم لا يباع ولا يشترى ، والقاتل لن نسمح له أن يمشي في جنازة القتيل عيني عينك