أن تسمع من يقول إن الأطفال أحباب الله ، أمر جائز ، بل شائع الحدوث ، ولكن أن ترى هذه المقولة و تلمسها و تشعر بها ، لهو أمر آخر تماما .
ولِد إبني منذ أيام ، شرّف إلى الدنيا باكيا ككل الولدان ، أبى أن يظل أكثر من ذلك في حضن رحم أمه ، فتمَطىَ و دَفَع و رَفَس و خرج ، و أصبح يحمل لقب رضيع بعد أن كان يحمل لقب جنين ، خرج و مع خروجه كانت الفرحة التي أعجز حقاً عن وصفها ، فقط شعرت أن الدنيا تحقق لي حلما عظيماً من جديد و للمرة الثانية، بعد أن حققت لي حلم زواجي من حبيبتي و شريكة عمري، خرج"عمر" لتخرج معه أحلامنا أنا وهي إلى الدنيا و تتجسد لنا حقيقة من لحم و دم ، و لننظر إلى وجهه الملائكي و نعرف عن يقين ، أن الأطفال أحباب الله ، بكل ما يحملون من برائة و ضعف و وهن ، و لنعرف أن لحبنا و زواجنا ثمرة ، يجب أن نرعاها و نعتني بها يوما بعد يوم ، و سنة بعد سنة ، لا لكي نربية و نعلمه فقط ، بل أيضا لنتعلم أن الخلق حقيقة أعجز من كل حقائق الدنيا ، فالصورة التي كنّا نراها على جهاز السونار نطفه صغيرة فمضغة فعلقة فجنين ، تحيا الآن بين يدينا طفل جميل يبكي و يأكل و يشرب و يضحك ، فسبحان الخالق العظيم و الحمد لله رب العالمين .