Pages

يوم لقانا .. زي النهاردة


زي النهاردة من خمس سنين كان يوم تاريخي في حياتي أنا و بوبو

في اليوم ده إتقابلنا أنا وهي في معرض الكتاب

ومن يوميها ماأفترقناش أبدا

ومن يوميها بدأت حكايتنا

ربنا يخليها و يبارك في عمرها يا رب

لأنها أعظم زوجة

وحبيبة

وصديقة

وأحسن أم لأشقى إبن في الدنيا

الأستاذ بيكا حبيبي

كل سنة و إنتي طيبة يا أغلى الناس

_________

كانت شمس الكون بتلوّن

طرحتها المجدولة

وعلى رموشها النور بيزيّن

نظرتها المبهورة

لمّا عنيّا شافتها إنسحبت

من نفسي الأحزان

وكأني مش نفس الماضي

ولا نفس الإنسان

نظرة عيني بقت تحضنها

ورموشي تغطيها

رحت لماجد صاحبي بأقول له

إني معجب بيها


من جيل لجيل



مش حاأقول إن إنت كنت بطل همام

مش حاأقول إنك أصيل

مش حاأقول إن إنت زرع

و إن إنت بحر

و إن إنت نيل

مش حأقول إنك عملت المستحيل

مش حأقول وأكتب غناوي أو كلام

حتى لو كان عندي ليه

مليون دليل

بس عايز أقول وحشنا

أصلي لما بأشوف عنيك مليانة طيبة

بس خِشنة

بأفتكر أيّام رهيبة

بأفتكر أيام في جيشنا

لمّا أول مرة صوتك رن

خدنا

هزّنا و مزّع سوكاتنا

أصبح الزوّاد و زادنا

يومها حسيت إني مصري

وإني عايش

وإني لابس إسم وطني

لفّ خصري

زي قايش

يومها حبّيت السلاح

وإرتحت جنبك ع المصير

جنب جرن السرس لأسمر

والسواقي

والحصير

وسط مصر

أصلك إنت بسيط يا ريس

و إبن غيط

مش إبن قصر

ولا كان في عيلتك يوم أمير

ولا كانش حيلتك طول حياتك

غير ضمير

بس إنت اصبحت الدليل

ضيّ و سبيل

ونور بيضوي بالكرامة

من جيل لجيل


رباعيات في حب تونس




الشعب من تونس صرخ فألمه خَف

في سنين طويلة إيدت معصم و كف

الشعب من تونس صرخ و ثار و قال

بلدنا جنة والطاغوت على نارها حدف

__________

لا هو زين ولا كان من العابدين

ولا كان علي ولا كان من العاليين

من طير بعيييييد .. لشخص م المطاريد

حايعيش شريد مادام من الظالميين


____________


إيه في أمل


أشعر منذ إنفجار الأسكندرية بنوع من عدم التوازن النفسي ، ينتابني قلق شديد ، ويؤرقني ما أراه على شاشات القنوات الفضائية الإخبارية المختلفة ، فالوضع تعدى الحادث ، والحدث أصبح أكبر من مجرد قنبلة إنفجرت لتطيح برقاب العباد في مكان العبادة و تطيح بإستقرار و سلام شعب لم يعرف سوى السلام و الإستقرار طوال عمرة الشاب البالغ سبعة آلاف عام ، شاب مسيحي محمول على الأعناق يشير بذراعيه علامة الصليب ، ويهتف بكلمات لم أسمعها من فرط الصخب البادي على المشهد و المسيطر على آذان كل من فيه ، فقط ملامحة تعني الغضب الشديد ، لكني مع الغضب داخل نظراته ، توجد نظرة يأس لا تخطئها عين ، هو لا يثور ليغيّر إذا ً ، هو يثور لينُفّس عن ما في داخله من غضب ، أو هكذا أعتقد أنا ، وهذة سيدة مسيحية أخرى يجري معها المزيع حواراً ، فيسألها سؤال ملغوم و غير بريء ، " إيه رأيك في إللي بيحصل للمسيحيين في مصر ؟ " فتجيب السيدة بصراحة و سزاجة ،" لازم الحكومة تحمينا ، ولو الحكومة بقى مش عارفة تحمينا ، إحنا نكلم أمريكا تيجي تحمينا " ، لم أفهم من أقنع هذة السيدة أن أمريكا يمكنها أن تأتي لتحميها ، هي لا تعلم إذا أن أمريكا لا تحمي إلاّ المصالح الأمريكية فقط ، رجل آخر من الواضح إنه مسلم ، فعلامة السجود على جبهته واضحة ، يقول " والله حرام كده ، دول أخواتنا و أصحابنا ، مايصحش يحصل لهم كده " وأنا في الحقيقة لا أفهم لماذا نصر على أن ما حدث هو مصاب أصاب المسيحيين فقط من أبناء هذا الوطن ، أكاد مع كل لقطة ، أشعر بيأس شديد و إحباط أشد في مستقبل هذا الوطن ، أحاول أن أتذكر أصدقائي المسيحيين اللذين قابلتهم على مدار سنوات عمري ، أولهم مينا ، الذي كان يركب معي أتوبيس المدرسة كل يوم ، وجورج صديقي في الفصل ، وهاني و إيهاب أصدقاء ثانوي ، ثم أصحاب عمري ، وحيد و باسم و بيتر و اشرف ونبيل ، و أخيراً صديقي ماجد الأقرب لي من أخي و الأحب إلى قلبي ،والوحيد الذي أثق فيه ثقه مطلقة في هذا الكون بعد زوجتي ، كل هؤلاء و غيرهم ممن عرفت و قابلت في حياتي ، أين هم الآن ، كم هم مستائين جدا مما حدث بالتأكيد ، هل منهم من أصيب أو قتل ؟ ربما لا ، فلا يوجد أحدا منهم يعيش في الأسكندرية ، لكن ربما كان أحدهم هناك بالصدفة ، أُسرع إلى التليفون المحمول ، أطلبهم فردا فردا ، جميعهم بخير ، وجميعهم غضبان ، منهم من أعرب عن غضبه بالسخرية ، و أغلبهم أعرب عن غضبه بحدّه ، لكنهم جميعا أعربوا عن ما يجيش في صدرهم من غضب بوضوح لا يقبل التأويل ، أنا أيضا أشعر بالغضب ، بل الغضب الشديد ، أصدقائنا المشتركين المسلمين أيضا جميعهم يشعرون بنفس ما أشعر ، إبراهيم و وليد و هاني و محمد ، الجميع يستنكر و يرفض ما حدث ، إذا من هو المستفيد من كل ما يحدث ، و ما سوف يحدث لهذا البلد ؟ إذا كان المسلمين و المسيحيين يرفضون ما حدث ، فمن هذا الآثم الذي يريد أن يلقينا إلى التهلكة ، من ذا الذي يخطط ليزج بنا إلى آتون من الصراع الطائفي ، مازلت أقلب بين الفضائيات لأعرف أكثر عن الحادث تقابلني قنوات متأسلمة كثيرة ، تعرض ما يحلوا لها من مواد إعلامية ، لاحظت في إحداها رجل يصرخ في المشاهدين من فمه المختفي تماما تحت شعر ذقنه ، فقط ما لفت نظري في صرخاته أنه يصرخ بآيات من القرآن الكريم ، من سمح لهذا الرجل أن يتلو آيات القرآن بهذة الطريقة الفجّة ، شعرت وقتها بالإهانة , و مع إستمراري في التنقل بين الفضائيات ، صادفتني فضائيات آخرى مسيحية ، لا يوجد بها صراخ ، ولكنها تحمل في طياتها نفس الفكر ، فقط الإختلاف في التكنيك المهني – مع كامل الأعتذار لأصحاب مهنة الإعلام – وفي النهاية لم أستطع التحمل فأغلقت التليفزيون ، لأستمع لصوت فيروز يأتيني من غرفة نومي خفيضا رقيقا حنون ، حيث تستمع زوجتي لها و هي تغني

" إيه في أمل "

تخطفني عنيكي

تخطفني عنيكي مابين الناس و تشيل من قلبي الخوف

تضحك و الفرح ماليها رغم الحزن و أي ظروف

تفرش قدامي السكة وتوّريني هاأروح على فين

تحضنّي بنظرة رقيقة بتدفّينا إحنا الإثتنين

ياحبيبتي ردّي عليا إنتي بشر و لاّ إنتي ملاك

ولاّ إنتي كل الدنيا الحلوة بحالها هناو هناك

بجمال الروح في عيونك أنا بعيوني بأبص و أشوف

وإن غبتي عليا دقيقة قبل ما تخلص أكون ملهوف

أنا قلبي و عقلي يا "بوبو" دايبين فيكي و مش عارفين

من قبل لقاكي و حبك كانوا إزاي الإثنين عايشين