Pages

فرحة تحرس باب عيوني

لما أغمض عيني صدفة

ألقى صورتك تستخبى

بين جفوني

أفتح الجفنين شوية

ألقى فرحة واقفة تحرس

باب عيوني

و أما بأنطق مرة إسمك

روحي تسبق نور حروفه

ع الشفايف

و ألقى قلبي نبضه يجري

رغم أنه مالوش عيون

بس شايف

يا حبيبتي أنا ظل سارق

كل نور الدنيا ليكي

يا حبيبتي أنا بحر غارق

موجي سابني وراح عليكي

يا حبيبتي أنا نيل و طمي

لما تبقي نخيل وورد

يا حبيبتي أنا نور و ضي

لما تبقي ليل و برد

يا حبيبتي أنا ملك إيدك

بالمشاعر

و إنتي شعري لو في يوم

بقى إسمي شاعر

حديث البرتقالة

إستلت سكينها المصنوعة من غطاء عبوة سمن مستعملة كانت قد وجدتها في إحدى صناديق القمامة الكثُر التي إتخذتهم في يوم من الأيام ملجأ لها يسمى مجازا بيتا , و شرعت في ذبح ثمرة البرتقال النائمة في راحة يدها الصغيرة , و التي كانت قد سرقتها من فوق عربة البرتقال في غفلة من بائعها , تناولت سكينها الصفيحي ، و بدأت في إستحضار لحظة النهاية في عقلها ، عندما يقطر في جوفها هذا العصير الرائع المذاق ، خاصة في يوم حار كذلك اليوم ، فحرارة الشمس تشير إلى منتصف أغسطس ، و الهواء ساخن و مسموم ، عادم السيارات الذي يلفها من كل جانب و هي جالسة تحت هذا البناء الشاهق المسمى كوبري أكتوبر ، يذكرها بكل ايام حياتها الصيفية الماضية ، هي لا تتذكر أبدا أنها كانت في مكان آخر غير الشارع ، هي تعرف أن لكل الناس بيوت ، و أنها لا تملك واحدا ، هي أيضا لا تبحث عن بيتا ، تظن داخلها أن هذة طبيعة الأشياء ، فمن الطبيعي أن ينام الناس في بيوت ، و من الطبيعي أن تنام هي في صناديق القمامة الكبيرة متصارعة ليلا مع القطط و الفئران ، بالطبع هي إنسانة ، و هي تعرف ذلك ، لكنها تشعر أن هذا وعدها من الدنيا ، لذلك لم تشعر أبدا بوخذ الضمير عندما سرقت البرتقالة ، ولن تشعر بوخذ هذا الضمير عندما تأكلها ، فهذا هو حقها من الدنيا ببساطة ، و قد مدت يدها و أخذته ، فقط برتقالة لتسد رمقها و تروي عروقها في هذا اليوم الحار ، جميل شكل البرتقالة و هي تتعرى كاشفة عن لونها الأبيض الناصع , و كأنها تلبس تحت قشرتها البرتقالية , ملابس داخلية ، بيضاء اللون ، فلا يصح أن تنكشف عورتها هكذا من أول طعنة سكين , و على من يريد هذا العصير الممتاز أن يتعب قليلا ليحصل عليه ، إتسخ الثوب الأبيض بعض الشيء من تلك الأتربة العالقة بكفها الصغير ، لكنها لم تلقى لهذا بالا ، و بدأت تقطّع ثوب البرتقالة الأبيض و تأكله , تعلمت هي أنه عندما تأكل هذا الكفن المليء بالألياف النباتية أولا ، فإشتياقها لقطرات العصير المنعش في جسد البرتقالة يصبح أكبر ، فتستمتع أكثر ، كما أنها تشبع أسرع ، علمتها التجربة و الحياة هذة الأشياء ، فحفظتها عن ظهر قلب ، لكن الحياة لم تعلمها وسيلة تعرف بها مسبقا متى تلوح في وجهها أحزية السُلطة ، فلم تشعر إلا و حزاء الميري في وجهها ، يتهاوى على المنطقة ما بين عينيها و كرامتها و خطر التخشيبة ، إنتفضت مسرعة هاربة ، و السباب يعلق بأذنيها كأنه قرط من نار ، لم يعد السباب يعني لها شيء ، فهي لا تعرف لها أما تغار على حقها ولا أب تهب لحماية أسمة الذي لطّخه السباب ، بل قد تكون ناقمة عليهم و راغبة في سبابهم بما هو أشد و أقسى ، إبتعدت قليلا ، و إنصرف تفكيرها في السبب الذي دعا هؤلاء القوم ذوي الرتب و السلطة في أن ينازعونها مكانها تحت الكوبري ، هي تسمع أنه ممنوع ، لكنها لا تعرف لماذا هو ممنوع ، تمنت لو كانت واجهتهم بسكينها الصفيحي ، فقتلتهم جميعا ، و إستمتعت بعرشها تحت الكوبري ، جف ريقها من الخوف و الحر ، تذكرت البرتقالة ، التي فقدتها في معركة الهروب من السُلطة ، و إختلط في عقلها ووجدانها صوت السباب بطعم التراب و شكل الحزاء الميري الثقيل ، إلتفتت يمينا و يسارا لتعبر الطريق ، متجهه إلى عربة البرتقال.