Pages

العيد العاشر

هو ،،
ذاهبًا إلى المطبعة في الفجالة ، يمشي في الشارع المزدحم بالناس و الأصوات ورائحة المأكولات الشعبية المختلطة بروائح أخرى ، في خليط غير متناغم من الأشياء سائراً و هو يحمل التصميمات الجديدة ، يتعامل معها بحرص ، خائفاً عليها كأنها طفلاً صغيراً ، مفادياً إيّاها و الناس ، صاخطـًا على ضربة كتف من هنا ، أو نغزة كوع من هناك ، متفادياً كافة الموانع الطبيعية في الشارع من أشجار و حيوانات و طين كان قد تكوّن على أثر الأمطار بالأمس ، متابعاً لكافة وسائل المواصلات المتحركة في هذا الطريق الديق العتيق من سيارات و دراجات و دواب تجر عربات ، متعرجاً كان طريقة دائماً في مثل هذا المشوار الذي يقضية تقريباُ مرتين في الإسبوع ، يذهب ليتسلم الشغل القديم و يسلم التصميمات الجديدة للشغل الجديد ، رغم أن وظيفته كمهندس تصميمات إعلانية ليس من مهامه أن يسلّم تصميمات للمطبعة أو أن يتسلم مطبوعات منها ، و لكنها طبيعة الظروف التي تحتم على الأنسان أن يفعل ما يجب أن يفعله ليس ما يحب أن يفعله ، تقدم قليلا ً من باب المطبعة و دلف إلى الداخل بخطوات تعرف طريقها إلى قلب المكان ، راسمًا على شفتيه إبتسامة مصطنعه ، ولكنها ودوده ، تلفح وجهه حرارة المكان الداخلية و تصم أذنه للحظات أصوات ماكينات الطباعة و تتسلل إلى داخل نفسه روائح الأحبار و قلويات الطباعة المميزة ، تستهويه هذة الروائح و يستهويه المكان و ماكيناته كلما جاء إلى هنا ، كان من أحلامة ، و لازال ، أن يمتلك مطبعة كبيرة كتلك التي يتعامل معها ، تابع العمل ، شرح التصميم الجديد لمسؤل تجهيزات الطباعة ، وضّح الجوانب التي يجب مراعاتها في التنفيذ ، تناقش مع صاحب المطبعة في بعض الحسابات ، دفع المبالغ المتفق عليها و راجع المطبوعات التي أنتهت المطبعة من تنفيذها ، نظر من النافذة للشارع المزدحم متلهفـًا أن تنتهي تلك الدقائق السخيفة المتبقية كي يخرج في رحلة العودة ، لن يعود إلى المكتب ثانيًا ، فلقد أتفق مع العمّال أن يأتوا إلى المطبعة لينجزوا باقي الأعمال ، إذا ً فهو حر أن يذهب إلى الحبيبة الآن ، حالاً ، بدون تأخير أو تلكأ ، خرج ملقياً السلام على الجميع دفعة واحدة مسطدماً بهواء الشارع البارد ، أنعشه هذا الإحساس بالبرودة ، أسعده ، حرك كل ذكريات الحب داخله ، مرتبط الحب عنده بالشتاء ، فلقد قابل حبيبته في الشتاء و أحبها في الشتاء و مر الصيف عليهم سويًا دون أن يشعرا به ، و تم الزفاف أيضًا في الشتاء ، و ها هو الآن ذاهبًا إليها حيث تعمل ، باقي على موعد خروجها ساعة ، كافية تلك المدة أن يصل بدون عناء ، لكنه كان متسارعًا ، يمشي سريعًا و يعبر الطريق سريعًا ، حتى عندما وصل إلي سيارتة كان يقودها سريعًا ، بل سريعًا جدًا ، مارقـًا بين كل السيارات مستخدمًا كل مهارته في القيادة ليصل في الموعد ، ووصل بالفعل ، قبل الموعد بخمسة و عشرون دقيقة ، نظر إلى نفسه في مرآة السيارة الأمامية و تعجب ، كانت ترتسم على قسمات وجهة علامات السعادة و الرضا ، لم يرى هو في عيني نفسه قبلا ً مثل تلك النظرة التي تحمل كل رضا النفس و الراحة ، تعجب ، تنهد ، تذكر لحظاته الجميلة مع حبيبته ، زوجته الجميلة و أبتسم ، مبتسمة كانت و هي آتية من بعيد ، ناظرة إليه متمتمه لصديقتها بكلمات لم يسمعها و لكنه فسر مغزاها ، لازالت نظرة الخجل ترتسم على وجهها عندما تراه ، رغم الزواج و الألفه و الحياة في بيت واحد ، ترتسم في عينيها نظرات الخجل عندما تراه خارج البيت ، و كأنها تخجل من أن يعرف الناس أنها تحبه أو أنه يحبها ، ركبت بجواره السيارة تلامس كفيهما معًا تلاقت عيناهما معًا ، سألها بلهفة عن ترتيبات الإجازة ليوم بعد غد ، طمأنته على موافقة إدارة العمل عليها ، فبعد غد سيكون عيد زواجهما العاشر

3 comments:

Mody Rap said...

جامده اوي المقالة دي .. بس مش عارف ليه شاكك ان ده ممكن يحصل في الواقع

الواحد والله خايف من التجارب دي لاحسن تتحول لكوابيس زي ما بنشوف و نسمع

حياك الله

مودي راب

shady said...

يالهوى العااااااااااشر
فيه فى العاشر كده والله ولا فى 6 اكتوبر حتى!!!!!

KING TOOOT said...

مودي راب
لا ماتخافش من التجارب لتتحول لكوابيس ولا حاجة ،، بس أختار صح
_______________
شادي
أنت متأكد يا شادي أنك من الزقازيق ؟ و الله أنا حاسس أنك من أول فيصل
هههههههههههههههههه
________________
KING TOOOT