Pages

بغداد


قالوا لبغداد , الآن ليس لكى الحق فى الأحلام , و لا حساب الساعات ولا الأيام , ليس لكى سوا الأشواك و القنابل و الموت , و بكت بغداد ,
كما أعتادت أن تبكى منذ الثمانينات و طوال أيام التسعينات , بكت كما بكت دائما ً من نهب القريب منها و الغريب , كل الأيادى عبثت بالجسد الطاهر الممدد طريحا ً على طاولة العالم , و الأقارب الصغار , لم يسعهم سوى الصراخ , و النباح ، و ألتقام الفتات من الأرض الموحلة و الغارقة فى الخزى و الأوساخ .
مرت الأيام و الأيام , مع الكثير من الأحداث فى إحتدام , بين بقايا الجسد الجريح , الذبيح , و الأعداء , الذين أتوا لابسين , أطواق الياسمين , كأصدقاء , لُيهدوا لبغداد ورود , من بارود , و ساق من أشواك , و رحيق من سموم , غير عابئين ببغداد , و ما بها من بشر أو أطفال أو أعداد , و ذهب الناس , بعضهم مصدقون , و آخرون , غير عابئون ,و عابثون , و ثائرون , أطلقوا على أنفسهم مجاهدون ,و الجميع محاصرون , وبين كل هؤلاء , تاهت الحقائق و أختلطت الأوراق , و عرفت بغداد الأنقسام , و نست الضحكات الصافية , و الأبتسام .
و باتت الأمهات تحكى للأطفال , عن ما كان , و ما قد حدث و صار , منذ لحظة الميلاد , و إلى لحظة الأحتضار . فهنيئا ً لكم أعدائنا ببغدادنا , و هنيئا ً لكم حكّامنا بالذل و العار .

أحضان الوطن


وسط أحضان الوطن

نسمع حكاية شعب مات

لما أتسجن

نسمع حكاية طفل داب

من الشجن

والشجن أصله بنارين

نار بتحرق في البدن

ونار تشعلل في الفتن

تفضل تعيش في أرضها

وتصب نار على وردها

تتحول الورود جنود

تقتل الريف والمدن

وتحط بزر الشر

يصبح شجر

يطرح بشاير ضوء

أسود غطيس

يفرد قلوعه في المحن

والقلوع تسحب سفينة

تمشي في وسط نيل

تهدم مدينة

والمدينة بعد المدينة

تصحي يا بلادي حزينة

تجري وأنتِ تفكري

بتدوّري

على أي أبن أتولد

مشربش سموم الفتن

جوه البلد

تلقي الولاد جتت

مترميين وسط الغيطان

والعيدان

ألّي كانت متذوقة بالخير

صبحت كئيبة مكسرة

متكسرة جواها روحها

والبنات أم الشعور المدفّرة

على حجر الأمهات

أموات

في عنيهم ضحك الخجل

من الولاد

ولسة بردة تدوّري

لاكن مفيش

تجري تشوفي

وسط أرض من التراب والدم

مبتنتهيش

لاكن مفيش

تفضل الحقيقة واضحة

تخفي وشك

لجل بعيونك ما تشوفيش

بصي شوفي

من حقيقتك ما تخافيش

عن عيونك ما تداريش

أصلك أنتِ ما تقدريش

تفتحي عيونك شويه

كمان شويه

تظهر الحقيقة واضحة

ان الحياة أسمها حرية

وان السجون كانت مرض

وأن المرض كان دفين

جوه الجسد طول السنين

مستني حبة من الفتن

تمسك في أطراف البدن

تجرده من كل شيء

من الأمل

من الأحلام

و حتى من الوطن

صندوق الـكـُرات الزجاجية


فى البوست اللى فات ( السبع حاجات ) ذكرت أنا أننى قد قررت الهجرة من مصر و هو ما دفع بنت مصريةللأستغراب و السؤال فى تعليقها عن الهجرة و ما قد حدث للناس و دفع أغلب الناس للتفكير فى الهجرة .

و لأنى أقدر بنت مصرية تقدير كبير فقد قررت أن أجيب على تعليقها بمقال و ليس مجرد ردا ً عاديا ً .

و أولا ً أرجو أن يعذرنى كل من سوف يقرأ هذا المقال عن ما قد يراهما البعض أنهماخطأين , فى الحقيقة , نويت أن أقع فيهما عن قصد و بأصرار , الأول أننى سوف أوجة خطاب الحديث إلى بنت مصرية و ليس إلى ما هو مبنى للمجهول أو ضمير المخاطب و ظنى فى ذلك أن هذا حقها لأنها هى من أتاحت لى هذة الفرصة كى أعبر عن ما بى من معتقد فى هذا الموضوع الشائك ( الهجرة ) . كما أنه قناعتا ً منى بأن هذا تفضيل هى تستحقه عن جدارة نظرا ً لدورها المتابع و الدافع و المشارك فى كل ما يتعلق بالتدوين و المدونين .

و الثانى , أننى قد أقوم بسطر رأىِ دون مواربه أو خجل أو تملق أو نفاق و هو ما يعنى أننى سوف أقول الحقيقة فى رأى كما أراها و هو الشىء الذى قد يعجب به البعض و ترفضة الغالبية العظمى من قرّاء هذا المقال .

و الحقيقة أنه بعد ألتماس هذا العذر فأننى أطمع فى ما هو أكثر من ذلك و هو أن تعلق هى أو أيا ً من الأخوة المدونين أو الأخوات المدونات كلا ً فى مدونته على هذا الموضوع الهام , و أخيرا ً أرجو من كل من تعودوا على الدخول إلى مدونتى الصغيرة هذة لقراءة ما أكتبه من أشعار أن يلتمسوا لى العذر أيضا ً فى أننى و لأول مره منذ زمن أقوم بكتابة بوست عبارة عن مقال و ليس شعرا ً و هو ما قد يسبب لمن تعود أن يقرأ فى هذا المكان شعرا ً الديق و يسبب لى بالتالى الحرج

فعفوا ً جميلا ً

و لنبدأ الآن بسؤال بنت مصرية (( هو فيه أيه يا ناس ,,, كل الناس عايزة تهاجر ؟ )) .

هذا هو السؤال و أليكى الإجابة

ليس بالحب وحده يحى الأنسان ,, نحن نصحوا و ننام فى بيئة فاسدة إالى أبعد ما يمكن تصورة

نستنشق فى الصباح هواء مسمم بالعادم و الرصاص و نسبة التلوث فى مصر متزايدة و رائعة بل و متفوقة على غيرها من بلدان العالم الثالث فى هذا المجال , كما أن الطعام فاسد و ملىء بالمبيدات المسرطن منها و المشع , و المسمم منها و المهجّن , كما أن الأنسان فى هذا البلد يشرب مياة أقل ما توصف به هو أنها غير صحيّة , فإذ كانت الأحتياجات الأساسية للأنسان من مأكل و مشرب و تنفس هى فى هذة الحاله المذرية فماذا بعد ؟؟

أنظرى إلى حال الناس من حولك بقليل من التأمل و كثير من الحزن و الشفقه , رب الأسرة اللص أو الكاذب أو المرتشى , لدية أسبابه , و السبب , إذا لم يفعل ذلك فلن يجد قوت يومة ,, و هذا الأب ليس جاهلا ً أو عاطلا ً و لكنه يريد أن يعيش , فقط أن يحيا كما يحيا البشر فى أنحاء الأرض من أقصاها الى أقصاها ,, أن يستطيع أن يفكر فى شىء آخر غير المال و متطلبات الحياة و الأولاد , فما بالكِ برب الأسرة الجاهل أو العاطل , فالطامه هنا أشد كبرا ً و عظمة .

الناس فى هذا البلد لا يجدوا ما يأكلون , تعودوا على الجوع فأزداد جوعهم جوعا ً و أنهارة القيم من حولهم أنهيار الجبال , الشاب الذى يرى فى الخديعة أصول لعالم المال و الأعمال لا تنتظرى منه أن يحمل لواء الرأس مالية الوطنية و لكن أنتظرى منه أن يحيا على أجساد البشر و أن يتذوق لحم الفقراء على شوايات الجريل فى محلات الأكلات السريعة و أن يستطعمة و يعتاد عليه , البنت التى ترى أن العرى فى الفن أفضل طريقة للوصول الى الشهرة و المال لا تنتظرى منها أن تجتهد لتخرج من صوتها أنت عمرى أو الأطلال , إن الفساد ليس كلمة أو موقف بل هو نمط حياة تفشى و تزايد حتى طغى و تجبر على كل القيم النبيله و المعانى السامية , ومن الخطأ الشديد أن نتصور أن ما حدث قد حدث بأيادى غريبة آثمة أرادة ببلدنا الشرور و أنزلت بها الكوارث و عظائم الأمور . فمن السهل على أى أنسان أن يعلق أخطائه على اقرب شمّاعة خاوية فى دولاب الحياة و لكن من الصعب أن يقتنع أو يقنع أحد بأنها الحقيقة , فنحن سببا ً رئيسيا ً فيما نحن فيه .

نعم ,, لقد سقطنا كمجتمع و كدولة فى غياهب سحيقة للنسيان وسط الدنيا , جميعا ً , جميعا ً و جميعنا مسؤل عن ما هو فيه ,, منذ أن أختفى حلم الوطن و ظهر حلم المال ,, أنا لست ضد المال و لكنى ضد أن يكون هذا المال ثمنا ً لأوجاع الناس أو جوعهم .

المجتمع المصرى يتمذق منذ ثلاثون عاما ً و جميعنا نقف دون حراك , و كأننا نشاهد مأساة تحدث لأناس غيرنا و كأننا لا تعنينا البلد أو ما فيها من سخف و تيه يملأ العقول قبل الآذان و العيون .

الشاب يبيع كرامته اليوم ليأكل الفتات و يصبح فتات و السلطة لا تلقى له بالا ً أو حتى ألتفات , إننا الآن فى ما يشبه صندوق ملىء بالكرات الزجاجية و لكنه يتدحرج إلى المجهول , و بالتالى تحول الحلم الوطنى إلى أحلام شخصية مبعثرة , كل ٌ يريد أن يحافظ على كراته الزجاجية سليمة داخل هذا الصندوق المجنون المتدحرج إلى الهاوية , و أنا قررت بمنتهى العقل الناضج و القلب الحزين المعتصر ألما ً أن آخذ كراتى و أقفذ من هذا الصندوق بلا رجعة

قد أكون متشائما ً ولكنى لست مخادعا ً و أسوأ أنواع الخداع هو خداع النفس بأسم التفائل ,, أقرأى كتاب اليابان للكاتب عادل حمودة لتعرفى لماذا نحن فى الخلف دائما ُ , أقرأى قصيدة هوامش على دفتر النكسة التى كتبها نذار قبانى منذ سبعة و ثلاثون عاما ً لتعرفى عن مأساتنا الكثير , لقد لخص نذار قبانى مأساة الشخصية العربية فى بيتين فقال

خلاصة القضية

توجز فى عبارة

لقد لبسنا قشرة الحضارة

و الروح جاهلية

السبع حاجات

عندما طلب أحمد شقير فى المدونه الخاصة به منى أن أدون السبع حاجات الشهيرة فكنت أول المستجيبين ولكن يبدوا أن تعليقى لم يقرأة الكثيرون ولذلك رغم هذة الأستجابة السريعة منى للمدونه إلا أنه ظل يطلب منى أن أدون السبع أشياء الشهيرة و التى قام العديد من المدونون و المدونات بكتابتهم فى مدوناتهم
و هذة إعادة لما كنت قد كتبت عند أحمد شقير فى التعليق على البوست بتاع السبع حاجات


سبعة أشياء أخطط لعملها
------------------------
أبيع العربية بتاعتى
أبيع الشقة بتاعتى
أبيع العفش اللى فى الشقة
أبيع الأجهزة الكهربائية
أبيع الكمبيوتر و البرينتير و الأسكانير
أعمل الكشف الطبى أللى فاضل
أستلم تأشيرة الهجرة و أزوّغ من البلد دى
___________________________________
سبعة أشياء لا أستطيع عملها
---------------------------
أروح أسكندرية يومين وسط الأسبوع
آكل على كيفى
أمشى فى شارع مش مكسر
ألعب فى دولاب أبويا زى زمان
أسيب ذقنى من غير حلاقة
أبطّل لبس كرافتات خالص
أتفرج على أبراهيم نصر
___________________________________
سبعة أشياء عادة أقولها
-----------------------
هو البتاع فين ؟
ماحدش فاهم حاجة
مش عارف .... يمكن
يا عم أرحمنا
أيوة يا مشمش ,, لما بأنادى صاحبى ماجد
أنت حاتفتى ؟؟
طيب طيب .. يوووه عالشغل و سنينه
___________________________________
سبع مدونين أدعوهم للكتابه فى نفس الموضوع
----------------------------------
مصرية ( إيمان ) و
إسكندرانى
سندباد مصرى
تجربة ( عمر مصطفى ) و
أبواب للنور ( مصراوى ) و
شادى
و المفاجأة الكبرى بقى ,, أحمد شقير تانى
_________________________________